يختلف سلوكنا في المنزل عن سلوكنا في العمل، ففي العمل علينا أن نراعي تراتبية معيّنة وطريقة لبس
محدّدة وأن نتعامل مع زملائنا بمهنيّة. ومن هذا المنطلق يبدو أن إقامة علاقة حب في مكان العمل ليست
بالخطوة الصائبة، لا بل إنها لعب بالنار بكل معنى الكلمة. ولكنها فكرة جميلة تجذبنا لنعلق في
شباكها. فهل المخاطرة وحب الممنوع هو ما يستهوينا؟ أو ربما يجذبنا تبادل النظرات والابتسامات
والخوف من أن يكون أحد الزملاء قد تنبّه لنا.
كيف تعلمين أن الإعجاب متبادل؟
بعض العلامات لا تخطئ. فإذا كان الرجل يبادلك الشعور فاعلمي أنه سيفعل المستحيل حتى تهتمي لأمره. فإذا
لاحظت مثلاً أن زميلك يحاول بشتى الطرق أن يضحكك أو أن يعطيك انطباعاً بأنه شخص ممتع ومسلٍ،
فاعرفي أنك تروقين له.
متى تأخذين المبادرة؟
إذا لم تعربي لزميلك أنك تبادلينه الإعجاب، فأنت تصعّبين الأمر عليه جداً. ولكن فرصة التعبير عن اختلاجاتك
لن تسنح إذا بقيت جالسة إلى مكتبك. حاولي أن تأخذي استراحة قهوة في غرفة الاستراحة أو أن
تتناولي غداءك فيها بدلاً من تناوله خلف الكمبيوتر. فبهذه الطريقة سيسهل عليه محادثتك، وفي
أوقات الاستراحة حاولي أن تكوني أقل حزماً من طباعك عند العمل. فذلك سيعطيه فكرة عن شخصيتك
الحقيقية ويثير فضوله لمعرفة المزيد عنك. وباختصار، حاولا الخروج عن أحاديث العمل وتطرّقا لمواضيع
شخصية أكثر.
وسائل التحاور الحديثة
تكثر خيارات التحاور في المكتب حيث يتوفر لك إرسال الرسائل النصية القصيرة أو إرسال بريد إلكتروني أو
التحدث عبر الرسائل الآنية. تساعد هذه الوسائل على تبادل أطراف الحديث مع الزميل المعجب بك أو
العكس، والأهم أنها لا تلفت الأنظار. استخدمي "الإيموتيكون" لتعبّري عن حالتك. ولكن لا ترسل الجمل
الطويلة لأنها مضجرة، بل أرسلي جملاً قصيرة وغير مباشرة، فهي تساعد على إشعال الحماسة بينكما.
كيف تديرين علاقة الحب في العمل؟
المهمّة صعبة من دون شك، ولكن من الضروري فصل العمل عن العلاقة العاطفية. ومن الأساسي ألا تؤثر الأخيرة
على مردودنا وإنتاجيتنا في العمل. حاولي في بداية العلاقة المحافظة على سريّتها. فمَن يدري، قد لا
تتفقان في ما بعد وتقرران الانفصال. تذكري أن شريكك يصبح زميلاً في مكان العمل، كأي زميل آخر.
وبالتالي لا تلوميه إذا لم يوليك اهتمام الحبيب أو إذا قضى وقتاً طويلاً في الحديث مع الزملاء الآخرين.
فالسلوك المهني فوق كل شيء.
إضافة إلى ذلك، تجنبا لغة الجسد التي تفضح حقيقة مشاعركما. فلا تتعانقا أو تمسكا الواحد بيد الآخر، ولا
تحاولي مثلاً أن تداعبي شعره سراً.
أما خارج أوقا العمل فحاولا الاستفادة من الحميمية بينكما والتي حلمتما بها طيلة اليوم. وهنا، ما من
شيء أسوأ من التكلم بأمور ومشاكل العمل. تجنّبا أحاديث العمل بقدر الإمكان وحاولا الفصل بين علاقة
الحب وعلاقة العمل.
